مقدمة
في عالم كرة القدم، يظل اسم وليد الركراكي علامة فارقة في مسيرة الرياضة المغربية. لم يكتفِ الركراكي بأن يكون لاعبًا محترفًا، بل صنع لنفسه مجدًا أكبر حين تحوّل إلى مدرب استطاع أن يضع المغرب على خارطة كرة القدم العالمية من جديد.
البدايات
وُلد وليد الركراكي سنة 1975 في فرنسا، ونشأ في بيئة مزدوجة الهوية بين الثقافة المغربية والأجواء الأوروبية. هذه الخلفية أكسبته شخصية منفتحة ومزجت بين الصلابة المغربية والانضباط الأوروبي. بدأ مشواره كلاعب مدافع أيمن، ولعب لعدة أندية في فرنسا مثل تولوز وأجاكسيو، كما دافع عن ألوان المنتخب المغربي في أكثر من 40 مباراة.
من لاعب إلى مدرب
بعد اعتزاله، اتجه الركراكي إلى التدريب. لم تكن طريقته تقليدية، فقد تميز بعقلية احترافية تعتمد على الانضباط التكتيكي والروح الجماعية. قاد فريق الفتح الرباطي المغربي لتحقيق لقب الدوري سنة 2016، ثم انتقل لتجربة عربية ناجحة مع الدحيل القطري حيث أحرز بطولة الدوري هناك.
إنجاز تاريخي مع الوداد والمنتخب
عام 2022، كتب الركراكي واحدة من أجمل قصص النجاح في تاريخ الكرة المغربية عندما قاد الوداد الرياضي للتتويج بدوري أبطال إفريقيا على حساب الأهلي المصري. الإنجاز لم يتوقف عند الأندية، إذ سرعان ما تم تعيينه مدربًا للمنتخب الوطني المغربي قبل أشهر قليلة من كأس العالم قطر 2022.
وفي المونديال، حقق الركراكي ما لم يسبقه إليه أي مدرب عربي أو إفريقي: قيادة منتخب إفريقي إلى نصف نهائي كأس العالم. لم يكن ذلك مجرد إنجاز رياضي، بل لحظة تاريخية وحلم جماعي رفع اسم المغرب عاليًا أمام العالم.
فلسفة التدريب
يعتمد الركراكي على مزيج من الواقعية التكتيكية والروح القتالية. يركز على بناء منظومة دفاعية قوية، مع استغلال المرتدات السريعة. لكن الأهم أنه يعرف كيف يغرس الثقة في لاعبيه، ويجعلهم يؤمنون بقدرتهم على الفوز أمام أقوى المنتخبات.
إرث سيبقى
ما حققه وليد الركراكي يتجاوز حدود المستطيل الأخضر. لقد أصبح رمزًا للأمل والطموح، ليس فقط للمغاربة، بل لكل العرب والأفارقة الذين رأوا فيه نموذجًا على أن الحلم يمكن أن يصبح واقعًا بالإصرار والعمل.